عاجل زلزال وظيفي يضرب المغتربين في السعودية بعد سحب هذه المهن وطرد الآلاف فورا

في إطار جهود المملكة العربية السعودية المتواصلة لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عن خطوة حاسمة نحو توطين سوق العمل الوطني . فقد كشفت الوزارة رسميًا عن قائمة المهن التي سيتم توطينها بالكامل بحلول عام 2025، مع إنهاء إقامة الوافدين العاملين فيها بشكل تدريجي حتى الموعد المحدد، وذلك ضمن خطة استراتيجية تهدف إلى تمكين الكوادر الوطنية وتعزيز فرص العمل للمواطنين السعوديين دوجعع بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

خلفية القرار وأهدافه الاستراتيجية

لطالما اعتمدت المملكة على العمالة الوافدة في العديد من القطاعات الخدمية والإدارية والفنية، ما أدى إلى انخفاض فرص العمل المتاحة أمام المواطنين. ومع التزايد المستمر في أعداد السعوديين الباحثين عن وظائف، كان من الضروري اتخاذ خطوات تنظيمية لإعادة هيكلة سوق العمل.

وجاء قرار وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في إطار خطة وطنية متكاملة تهدف إلى تحقيق توازن بين العرض والطلب في سوق العمل، من خلال تمكين الكفاءات السعودية، وتخصيص مجموعة من المهن للمواطنين فقط، بحيث يُنهى عمل وإقامة غير السعوديين في تلك المهن بحلول عام 2025.

يأتي هذا القرار انسجامًا مع أهداف رؤية 2030 التي تسعى إلى رفع نسبة مشاركة السعوديين في القطاعين العام والخاص، وتعزيز الاعتماد على الكوادر الوطنية في جميع المجالات الحيوية.

قائمة المهن المشمولة بالتوطين الكامل

أوضحت الوزارة أن المهن التي سيتم توطينها بالكامل تشمل مجموعة من الوظائف الإدارية، والخدمية، والفندقية، والسياحية، والأمنية، ومن أبرزها:

  • مدير الأمن والسلامة.
  • مدير خدمة الغرف.
  • مدير الصيانة.
  • مدير البرامج السياحية.
  • مدير التسويق والمبيعات.
  • مدير الموارد البشرية.
  • مدير علاقات الموظفين.
  • مدير المكاتب الأمامية.
  • مدير إداري.
  • مدير خدمة العملاء.
  • موظفو الجمعيات الأهلية.
  • وظائف فندقية وسياحية متنوعة.
  • سائق سيارة خفيف.
  • موظف أمن وسلامة.
  • موظف سنترال.
  • موظف خدمة طعام.
  • كاتب إداري.
  • كاتب إدخال بيانات.
  • مشرف خدمات عامة.
  • مشرف صيانة.
  • مشرف تسويق ومبيعات.

ووفقًا للوزارة، فإن هذه الوظائف ستُخصص للمواطنين السعوديين فقط، ولن يُسمح للوافدين بمزاولتها بعد التاريخ المحدد، في خطوة تهدف إلى رفع معدلات التوطين في القطاعات الحيوية.

تأثير قرار التوطين على سوق العمل والعمالة الوافدة

من المتوقع أن يكون لقرار توطين المهن وإنهاء إقامة الوافدين تأثير واسع على سوق العمل في المملكة. إذ سيؤثر القرار مباشرة على آلاف العاملين الوافدين الذين يشغلون هذه المهن حاليًا، ما سيجعلهم أمام خيارين: إما الانتقال إلى وظائف أخرى غير مشمولة بالتوطين، أو العودة إلى بلدانهم الأصلية.

في المقابل، سيؤدي القرار إلى فتح فرص عمل جديدة أمام السعوديين، خاصة في القطاعات التي كانت تعتمد بشكل كبير على العمالة الأجنبية. كما سيعزز من مهارات الكفاءات الوطنية من خلال برامج تدريب وتأهيل متقدمة، تمكّنهم من تولي المناصب الإدارية والفنية التي كانت سابقًا حكراً على الوافدين.

التحديات المتوقعة وفرص التطوير

رغم أن خطة التوطين تمثل نقلة نوعية في سوق العمل السعودي، إلا أنها تحمل تحديات أمام أصحاب الأعمال، الذين سيُطلب منهم إعادة تقييم استراتيجياتهم التشغيلية لضمان استمرارية أعمالهم.

ومن المتوقع أن تلجأ العديد من الشركات إلى الاستثمار في تدريب وتأهيل السعوديين ليتناسبوا مع متطلبات تلك المهن. كما ستعمل الوزارة على تقديم الدعم والمحفزات للمنشآت الملتزمة ببرامج التوطين، من خلال مبادرات تشمل الدعم المالي والتدريبي عبر صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف”.

انعكاسات القرار على رؤية السعودية 2030

يُعد هذا القرار خطوة محورية نحو تحقيق اقتصاد سعودي أكثر تنوعًا واستدامة، إذ يهدف إلى تقليل الاعتماد على العمالة الوافدة وزيادة الاعتماد على الكوادر الوطنية. كما يسهم في تحقيق أحد أهم أهداف رؤية 2030 والمتمثل في رفع نسبة مشاركة السعوديين في القوى العاملة إلى مستويات قياسية.

وستنعكس هذه الجهود إيجابًا على مختلف القطاعات الاقتصادية، لا سيما في مجالات السياحة والخدمات والفندقة والإدارة، مما يعزز مكانة المملكة كوجهة رائدة في المنطقة اقتصاديًا وتنمويًا.

خاتمة

تؤكد وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أن توطين المهن بحلول عام 2025 هو جزء من مسار وطني شامل لتحقيق التنمية المستدامة وتمكين المواطنين السعوديين في سوق العمل. وبينما يشكل القرار تحديًا على المدى القريب، فإنه يمثل على المدى البعيد استثمارًا في رأس المال البشري الوطني، ويعزز من تنافسية المملكة في المنطقة والعالم.

 

a