عاجل: السعودية تعلق تأشيرات 14 دولة قبل الحج... آلاف اليمنيين في مأزق!

  • كتب بواسطة :

في تطور مفاجئ أحدث صدمة واسعة داخل الأوساط اليمنية، أعلنت السلطات السعودية تعليق إصدار التأشيرات لـ 14 دولة من بينها اليمن، الأمر الذي أدخل آلاف العمال اليمنيين في دوامة من القلق والمعاناة، خاصة مع قرب موسم الحج الذي يشهد عادة ارتفاعًا كبيرًا في حركة العمالة والتنقل ارجاث بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

هذا القرار لم يغير فقط مسار خطط العمال الباحثين عن رزقهم، بل هزّ استقرار مئات الآلاف من الأسر اليمنية التي تعتمد بشكل كامل على تحويلات أبنائها في المملكة، ما جعل كل يوم يمرّ أشبه بسباق مع الزمن دون أي ضمانات أو حلول واضحة.

مشاهد مأساوية في مطارات السعودية

في مطاري جدة والرياض تحديدًا، تتكرر مشاهد مؤلمة لعشرات العمال العالقين، يجلسون على أرضيات المطارات بلا مأوى ولا وضوح لمصيرهم. ومن بين هؤلاء محمد الحضرمي، العامل اليمني البالغ من العمر 34 عامًا، والذي يقول بصوت يختلط فيه الانكسار بالدهشة:

"لم أتوقع أن يتحول حلم إعالة أطفالي إلى كابوس في لحظة واحدة.. ثلاثة أيام هنا ولا أعرف ماذا أفعل."

إلى جانب محمد، تنتشر حقائب متناثرة هنا وهناك لعمال أحبطهم القرار، تاركًا مستقبلهم المهني والعائلي معلقًا في الهواء.

خلفيات القرار: سعودة مستمرة وتنظيم قبل الحج

يأتي هذا القرار ضمن سياق سياسات السعودة والتنظيم الموسمي للعمالة التي تنتهجها المملكة منذ عام 2017، إضافة إلى إجراءات خاصة تتعلق بموسم الحج وضرورة ضبط حركة العمالة الوافدة.

ويقول د. عبدالله المالكي، الخبير في سياسات الهجرة:

"القرار مؤقت ومرتبط بالحج، لكنه سيترك آثارًا اجتماعية واقتصادية أعمق بكثير مما يعتقد البعض."

هذا التصريح أعاد إلى الأذهان أزمة العمالة الآسيوية في تسعينات القرن الماضي، والتي غيّرت شكل سوق العمل الخليجي، ما يفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة حول مستقبل العمالة اليمنية في السعودية خلال السنوات المقبلة.

محاولة لتخفيف الأزمة: خطوة من الخطوط الجوية اليمنية

في ظل تصاعد معاناة العمال، تدخل سالم النقيب، مدير عام الخطوط الجوية اليمنية، معلنًا إلغاء شرط تذاكر الإياب الإجبارية للعاملين الجدد، في محاولة لتسهيل إجراءات السفر وتخفيف معاناة آلاف الأشخاص.

ورغم ذلك، ما تزال الكثير من الأسر اليمنية تعيش انتظارًا مؤلمًا يشبه الاحتجاز. فاطمة، زوجة أحد العمال، تقول وهي تحاول حبس دموعها:

"زوجي عالق منذ شهرين بلا راتب.. كيف سأطعم أطفالي؟"

تضاعفت المخاوف بعد توقف التحويلات المالية التي تعتمد عليها آلاف العائلات كدخل أساسي، الأمر الذي جعل الأزمة تمتد من المطارات إلى داخل البيوت اليمنية.

تأثيرات اقتصادية واجتماعية عميقة

لا يقتصر أثر القرار على الجانب الوظيفي فقط؛ فتعليق التأشيرات أدى إلى:

  • تجميد آلاف فرص العمل التي يعتمد عليها اليمنيون.
  • انخفاض حاد في التحويلات المالية إلى الداخل اليمني.
  • زيادة المخاوف من فقدان العمال وظائفهم بشكل دائم.
  • تفاقم الضغط على أسر تعتمد كليًا على دخل العمال في المملكة.

ومع غياب إعلان رسمي يوضح مدة القرار أو أبعاده المستقبلية، تتسع دائرة القلق بين العمال اليمنيين أكثر.

هل يقترب عصر العمالة اليمنية في السعودية من نهايته؟

مع استمرار تعليق التأشيرات، يجد اليمنيون أنفسهم أمام مفترق طرق حرج، بين الأمل في انفراج قريب وبين الخوف من دخول مرحلة جديدة قد تغيّر مستقبل العمالة اليمنية في الخليج.

السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: هل هذا القرار مجرد إجراء مؤقت قبل موسم الحج؟ أم أنه بداية تحول جذري في سياسة استقدام العمالة اليمنية؟

الإجابة ما تزال رهن الأيام القادمة، بينما تكافح آلاف الأسر لإنقاذ ما تبقى من استقرارها المالي والعائلي.

a